الكيل بمكيالين

في زمن تاريخي قياسي، اجتمعت المحكمة الدولية في لاهاي لمحاكمة الروس على جرائمه في أوكرانيا!

في أقل من 10 أيام جمعت الأدلة وبراهين الإدانة واجتمعت لمحاكمة روسيا! أين هذه المحكمة من جرائم أمريكا في العراق؟ جرائم الروس في الشيشان؟ جرائم الناتو في ليبيا؟ جرائم النظام السوري والروس وإيران وأمريكا في سوريا؟ جرائم السعودية والإمارات ومن والاهم في اليمن؟ جرائم بورما المرتكبة ضد مسلمي الروهينغا؟ جرائم الصين ضد الإيجور؟ جرائم الهند في كشمير؟

إن الغرب الأناني، الذي يدعي الإنسانية والدفاع عن الحرية والقيم.. لا يحرك ساكنا، إن كان الضحية مسلما أو شرقيا.. وليس ذلك فقط.. بل أنه سبب مآسي المسلمين وحامي الأنظمة الدكتاتورية التي تمارس القتل والتنكيل ضد شعوبها..

فجأة وفي مدة قياسية (10 أيام) أكتشف هذا الغرب إنسانيته من جديد، ليحرك حصاره الاقتصادي.. ومحكمته لمعاقبة روسيا..

نحن كذلك مع معاقبة روسيا.. لكن ليس على ما اقترفته في أوكرانيا فقط.. بل على كل جرائمها من غروزني والشيشان، إلى حمص وحلب وباقي مناطق سوريا..

نحن مع محاكمة كل مجرمي الحرب، في أين نقطة من هذا العالم.. بغض النظر عن العرق والدين.. بغض النظر إن كان المجرم ابن البلد أو غريب عن الدار..

لا يمكن أن يبقى الكيل بالمكيالين قياس حقوق الإنسان في الغرب وإعلامه.. الذي تجند الآن للدفاع عن الشعب الأوكراني.. لقد أكشف هذا الإعلام مؤخرا (من أجل اظهار وحشية الروس)، ما حدث في غروزني.. في حمص.. في حلب.. لكن عندما كان الروس ومرتزقته يمارسون حرب الإبادة والتهجير الممنهج ضد الشعب السوري، وانتهاج سياسة الأرض المحروقة في سوريا على طريقة الاستعمار الفرنسي في الجزائر.. لم نر لهذا الإعلام أي أثر.