البيروقراطية الحميدة والبيروقراطية الخبيثة

الحميدة الهدف منها، تأمين الحقوق وضبطها، ومحاربة الغش، والاستغلال، والتحايل.. لكنها غير معرقلة.. تحصل على ما تطلب دون الإحساس أن هناك إجراءات تمت أصلا.. التحقيق والمراقبة بعد تقديم طلب ما، يتم في الغالب بشكل عادي، ولا تحتاج في كل مرة تسليم أوراق اضافية..

في ألمانيا مثلا وهي بلد بيروقراطي بامتياز.. لن تضطر إلى جمع وثائق أو أوراق.. كل المطلوب منك هو تقديم بطاقة الهوية والطلب.. ثم تخبرك الإدارة المعنية أنك ستحصل على الجواب في فترة أقصاها أربع اسابيع.. مما يعني أنك ستستلم رسالة الرد بعد أسبوعين.. لكن توضع مدة الأربع أسابيع كمدة قصوى، حتى لا يضطر المواطن الى الاستفسار في كل مرة.

الخبيثة هي عكس ذلك تماما.. الهدف منها حرمان المواطن من حقوقه وكسر إرادته وتحطيمه معنويا.. بحيث أنها تتركه يجري وراء السراب وفي النهاية لا يحصل على رد.. لا حق ولا ضوء في آخر النفق.. من عد غدا، إلى قدم أوراق جديدة، إلى المدة التي يستغرقها الإجراء، الذي هو في الغالب مفتوح.. كل هذا تعيشه في إدارة متخلفة، كتلك الموجودة في الجزائر.. لا تعرف متى تستلم الرد.. لا يحق لك الاستفسار.. والاستقبال حدث ولا حرج.. كل الأمراض موجودة فيها من الواسطة إلى الرشوة، مرورا بالكلام البذيء وسوء الأخلاق..

البيروقراطية الحميدة تضبطها قوانين واضحة معلومة في متناول الجميع.. حتى إذا حصلت على الرفض لطلبك.. ستستلم معه في ورقة اضافية تحوي المواد القانونية التي تضمن حقوقك.. والتي تضبط آجال الاعتراض وما إلى ذلك..

البيروقراطية الخبيثة، تضبطها أيضا قوانين.. لكنها قوانين قهرية غير مفهومة ولا تنتصر للمواطن.. هي قانون الغاب في أسمى معانيه.. كأن الموظف يعتقد أنه يعطيك ما هو حقك، من عنده.. مزية منه!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *